5

الدليل على استعمارية فكر راتزل

قامت الدولة المسيحية بعد سقوط غرناطة بتخيير المسلمين ثلاث خيارات: إما أن يتنصر المسلم فيصبح مواطنًا من الدرجة الثانية، أو يغادر البلاد، وإذا لم يفعل أي منهم يتعرض للمساءلة والمحاكمة والاضطهاد.

فظهر منذ ذلك الحين مصطلح "الموريسكيون" وهم أهالي الأندلس الذين تم تنصيرهم إجباريًا بعد سقوط غرناطة. وقام الكاردينال سينيروس الذي قام بمهمة التصير بحرق كل المصاحف والكتب العربية والدينية في ساحة الرملة. وأمر أن يرتدي الموريسكيون ملابس قشتالية، وحظر التحدث باللغة العربية.

فقامت أسبانيا المسيحية بمحو الدولة الإسلامية بشكل كامل، وطمست ملامحها المتمثلة في أساسيات تشكيل الدولة والشعب: "اللغة، الدين، التاريخ، العادات والتقاليد.." حُرم المسلمون من كل ذلك، وأُجبروا على ممارسات مغايرة، فتم الاستيلاء على دولتهم، وعلى وحدتهم كشعب وعلى كل ما يجمع بينهم.